أقام اتحاد الكتاب اللبنانيين، برعاية وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، ​ندوة حوارية​ حول كتابي العميد الدكتور غازي قانصو: "​دولة المواطنة​ في لبنان في رؤية العلامة الشيخ علي الخطيب" و "​العيش المشترك​ في لبنان في رؤية العلامة الشيخ علي الخطيب".

واعتبر الخطيب أن "النظام السياسي اللبناني القائم على الطائفية فشل في تحقيق أهدافه الأساسية، وعلى رأسها بناء دولة مستقلة ومجتمع وطني موحّد".

وأوضح أن "أي نظام سياسي لا يمكن أن ينجح من دون وحدة اجتماعية وشعور مشترك بالانتماء والمصير، مشبّهًا النظام اللبناني الحالي بصيغة "هدنة" بين طوائف تعيش على التوازنات والمؤقت، وتنهار عند أول تهديد".

وسأل الخطيب "هل صحيح أن التنوّع الديني في لبنان يمنع من تحقيق الاندماج الوطني؟ وهل الانتماء الديني يعني بالضرورة انتماءً قبليًا يعطّل الوحدة المجتمعية؟" مؤكدًا أن "النظرة العشائرية هذه تكرّس الانقسام وتمنع بناء الدولة".

ووجّه الخطيب انتقادات لقرار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة، معتبراً أنه "انقضاض على الموقف الوطني الموحد في مواجهة الورقة الإسرائيلية التي حملها المبعوث الأميركي".

وقال إن "القرار يشرّع الاستسلام ويهدّد السيادة اللبنانية، ويعرّض وحدة البلاد للخطر".

وسأل الوزراء: "هل هذه هي السيادة التي وعدتم بالدفاع عنها؟ أم أنكم تتخلّون عن أوراق القوة، وعلى رأسها ​الوحدة الوطنية​، مقابل وعود أميركية لم تتحقق؟"

ودعا إلى التراجع عن القرار في جلسة الحكومة المقبلة، قائلاً "التراجع عن الخطأ فضيلة، والثمن الذي يُدفع للحفاظ على السيادة أقل بكثير من ثمن الاستسلام".

من جهته، ألقى الإعلامي فادي جرادي كلمة رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام، الأب عبدو أبو كسم، مشيداً بـ"المضمون الفكري للكتابين، وبالشيخ الخطيب الذي عبّر فيهما عن رؤية وطنية واضحة ترتكز على العيش المشترك والوحدة في التنوع".

وقال جرادي "العيش المشترك كان وسيبقى أولوية وطنية، ولبنان سيظلّ رسالة للشرق والغرب، لأنه أكثر من بلد – إنه رسالة"، داعياً إلى "صون هذا النموذج الفريد من خلال تعزيز المواطنة والانتماء الوطني".